
مرحبا بك يا صديقي كيف حالك اليوم أتمني أن تكون بخير، هل تحب الأساطير والغموض؟ هل تريد أن تعرف المزيد عن واحدة من أشهر القصص التي شغلت خيال البشر لآلاف السنين؟ هل تود أن تكتشف حقيقة مدينة أطلانطس المفقودة، التي قيل إنها كانت تحكم العالم قبل أن تغرق في المحيط؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنت على وشك الدخول في رحلة مثيرة وممتعة، حيث سنسافر معك في زمن ومكان، ونستعرض معك بعض الحقائق والأساطير المتعلقة بأطلانطس، والتي لا تزال تثير جدلاً وغموض كبير بين الناس أشعر بحماسك يا صديقي هيا بنا نبدا.
أطلانطس المدينة المفقودة
أول من تحدث عن أطلانطس كان الفيلسوف اليوناني أفلاطون، الذي قال إن جده طولون سافر إلى مصر وسمع من الكهنة قصة عن قارة عملاقة كانت تقع في المحيط الأطلسي، وكانت تضم مدينة رائعة بُنِيَتْ على شكل حلقات متداخلة من الماء
والأرض، وكانت تزخر بالثروات والمعادن والمعابد. وأضاف أفلاطون أن أطلانطس كانت تحارب اليونان والبلاد المجاورة، لكنها خسرت المعركة وغضب عليها إله البحر بوسيدون، فأرسل زلزالاً عظيماً وفيضاناً هائلاً أغرقها في يوم واحد وليلة واحدة.
هذه القصة جذبت اهتمام الكثير من المستكشفين والباحثين، الذين حاولوا إثبات صحتها أو نفيها. فمنهم من قال إن أطلانطس كانت حقيقية، وأشار إلى بعض الدلائل التي يزعم أنها تؤكد ذلك. فمثلاً، هناك من ادعى أنه رأى صوراً جوية لجزء من جنوب إسبانيا يشبه وصف أفلاطون لأطلانطس، وأن هذه المنطقة كانت قديماً جزيرة مستقلة، لكنها غُمِرَتْ بالماء بسبب فيضان نهر جوادالكفير. وهناك من اكتشف سوراً ضخماً في قاع المحيط الأطلسي، يعتقد أنه من بقايا المدينة المغمورة. وهناك من لفت إلى خرائط قديمة كان يستخدمها البحار كولومبس
قبل اكتشافه لأمريكا، وكان مرسوم فيها جزيرة كبيرة غير موجودة على أرض الواقع في الوقت الحالي، وهناك الكثير يعتقدون أنها أطلانطس.ولكن هذه الدلائل لم تُقِنِع الجميع، فهناك من يرى أن قصة أطلانطس هي مجرد خيال أو رمزية من تأليف أفلاطون، لإظهار فضائل الحضارة اليونانية على حساب حضارات أخرى.
فلا يوجد دليل على أن جده طولون سافر إلى مصر وسمع من الكهنة عن أطلانطس، ولا يوجد دليل على أن هذه القارة كانت موجودة في المحيط الأطلسي، ولا يوجد دليل على أن هذه المدينة كانت تحكم العالم قبل 9000 سنة من زمان أفلاطون. في هذا النص، حاولنا تقديم لك بعض المعلومات والآراء عن مدينة أطلانطس المفقودة، والتي تبقى حتى الآن لغزاً يحير العقول ويشغل الخيال. هل تؤمن بوجودها؟ هل ترغب في البحث عنها؟ هل تود أن تزورها؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنت لست وحدك.
موقع أطلانطس
من بين العلماء الذين يدعون أنهم وجدوا أدلة على وجود أطلانطس، هناك من اعتمد على صور الأقمار الصناعية لجنوب إسبانيا، ورأى فيها تشابهاً مع وصف أفلاطون للمدينة الأسطورية. فالدكتور راينر كويهن من جامعة أوبرتال زعم أن أطلانطس كانت تقع على شاطئ إسبانيا، لكنها غُمِرَتْ بالماء بعد فيضان عظيم قبل 500 سنة قبل الميلاد.
وأشار إلى منطقة تسمى ماريزما دو هينوخس قرب مدينة كاديز، حيث يوجد فيها بقايا مستطيلات من الطين، وحلقات مائية، ومعابد فضية وذهبية، كما ذكرها أفلاطون في كتاباته. وأوضح أن هناك احتمالين لفرق الحجم بين الجزيرة الحقيقية والجزيرة التي وصفها أفلاطون: إما أن أفلاطون صغّر حجم أطلانطس، أو أن وحدة القياس التي استخدمها كانت أكبر بـ 20% من الوحدات الحالية. وكان فيرنز فيكبولت هو من اكتشف هذه الصور لأول مرة، فهو محاضر ومولع بأطلانطس، وقد بحث في صور للبحر المتوسط بحثاً عن أي علامة تشير إلى المدينة التي تحدث عنها أفلاطون.
قصة أطلانطس في محاورتيه تيمايوس وكريتياس
في محاورة تيمايوس، يحكي سقراط لأصدقائه عن الدولة المثالية التي وصفها في محاورته الجمهورية، ويسألهم عن كيفية تنظيم جيشها وحروبها. فيثاغورس يقترح أن يروي لهم قصة حرب قديمة بين أثينا وأطلانطس، التي سمعها من سولون، الذي سمعها بدوره من كهنة مصر.
فيثاغورس يقول إن أطلانطس كانت جزيرة عظيمة في المحيط الأطلسي، وكانت تحكم جزءاً كبيراً من العالم، وكانت تخطط لغزو البحر المتوسط. ولكن أثينا، التي كانت تمثل الحضارة المثالية، قاومت أطلانطس وهزمتها. وبعد ذلك، حدث زلزال عظيم وفيضان، فغرقت أطلانطس في يوم واحد، وانقطعت عن باقي العالم.
في محاورة كريتياس، يستكمل كريتياس قصة أطلانطس التي بدأها فيثاغورس، ويصف لسقراط تفاصيل عن حضارة أطلانطس وعاداتها وديانتها ونظامها السياسي والعسكري. كريتياس يقول إن أطلانطس كانت تحكمها أسرة من نسل بوسيدون، إله البحر، الذي منحهم قوة خارقة. وكانت أطلانطس مبنية على شكل حلقات متداخلة من الأرض والماء، وفي مركزها كان هناك قصر ضخم لبوسيدون وزوجته.
وكانت أطلانطس تمتلك ثروات ضخمة من المعادن والأحجار الكريمة والزراعة. وكان لديها جيش قوي من الفرسان والعربات والأسلحة. كريتياس يقول إن أطلانطس كانت في بداية حضارتها عادلة وفضيلة، لكنها مع مرور الزمن صارت طاغية وجشعة. فغضب عليها زيوس، إله الآلهة، فأراد أن يعاقبها. لكن المحاورة تنقطع قبل أن يروي كريتياس نهاية قصة أطلانطس.
دلائل وجود أطلانطس
هل تود أن ترى بعض الأدلة التي تدعم فرضية وجود أطلانطس في المحيط الأطلسي؟ إذا كانت إجابتك نعم، فإليك بعض الحقائق المثيرة التي قد تثير اهتمامك:
- هل تعلم أن خرائط البحار القديمة التي استخدمها كولومبس قبل اكتشافه لأمريكا كانت تظهر جزيرة عملاقة في المحيط الأطلسي، لا توجد في الواقع؟ هل يمكن أن تكون هذه الجزيرة هي أطلانطس؟
- هل تعلم أن هناك سوراً ضخماً يبلغ طوله 120 كيلومتراً مربعاً في قاع المحيط الأطلسي، يشتبه بأنه من مخلفات المدينة المغمورة؟ هل يمكن أن يكون هذا السور هو جزء من حلقات أطلانطس التي وصفها أفلاطون؟
- هل تعلم أن تيار الخليج، الذي ينشأ من قارة أمريكا ويتجه إلى قارة أوروبا، ينقسم إلى فرعين في منتصف المحيط الأطلسي، وكأنه يدور حول شيء موجود في الأسفل؟ هل يمكن أن يكون هذا الشيء هو قارة أطلانطس التي غُرِقَتْ بالماء؟
- هل تعلم أن بعض الدراسات تشير إلى وجود قارة في قاع المحيط الأطلسي، لكن لا يستطيع الإنسان الوصول إلى هناك بسبب الضغط الشديد؟ هل يمكن أن تكون هذه القارة هي أطلانطس، وأن على سطحها شعب يعيش تحت الماء، ربما مرتبط بحوريات البحر التي كانت تُروى عنها في الأساطير؟
- هل تعلم أن أفلاطون وصف أطلانطس على أنها قارة مزدهرة وثرية، حيث كان سُكّانها يزرعون طعامهم ويربون حيواناتهم في سهول خصبة؟ وأنهم بَنَوْا مبانٍ جميلة وأبنية رائعة من مواد مثل الحجر الأسود والأحمر؟ وأنهم امتلكوا معادن نادرة وسبائك مثل النحاس، واستخدموها لأغراض الترفيه والتجارب، وأن لديهم وقت فراغ كافٍ للعب مع البراكين؟
بعض النظاريات الغريب عن مدينة أطلانطس
مدينة أطلانطس المفقودة هي موضوع شائك ومثير للجدل، فهناك الكثير من النظريات التي تحاول تفسير ما حدث لها وكيف كانت. فيما يلي بعض أشهر هذه النظريات:
أطلانطس كانت قارة :
هذه النظرية تقول إن أطلانطس كانت قارة عملاقة في وسط المحيط الأطلسي، وأنها غرقت بشكل مفاجئ بسبب كارثة طبيعية. هذه النظرية تؤمن بأن أطلانطس كانت حقيقية، وليست اختراعاً من أفلاطون. وقد ظهرت هذه النظرية في نهاية القرن التاسع عشر على يد إغناتيوس دونيلي، الذي كتب كتاباً بعنوان “أطلانطس - عالم قبل الطوفان”، وفيه جمع بين الإنجازات التي حدثت في العالم القديم، وادعى أنها ناتجة عن حضارة متقدمة كانت تعيش في أطلانطس. واستند دونيلي إلى الموقع الذي حدده أفلاطون لأطلانطس في المحيط الأطلسي، قرب مضيق جبل طارق، والذي يوجد فيه صخور خاصة.
اختفت أطلانطس في مثلث برمودا:
هذه النظرية تقول إن أطلانطس كانت قارة تقع قبالة جزر البهاما، وأنها اختفت في مثلث برمودا، المعروف بالظواهر والأحداث الغامضة. هذه النظرية تستمد أفكارها من دونيلي، وقد نشرها تشارلز بيرليتز في كتبه عن الخوارق. وزعم بيرليتز أن أطلانطس كانت موجودة بالفعل، وأن هناك آثار لها على ساحل بيميني، حيث يوجد جدران وطرقات تحت الماء. لكن العلماء درسوا هذه الآثار، وخلصوا إلى أنها شكل طبيعي، ولا علاقة له بأطلانطس.
أطلانطس هي أنتاركتيكا:
هذه النظرية تقول إن أطلانطس هي نفسها أنتاركتيكا في الزمن الحالي، وأنها تغير موقعها بسبب حركة القشرة الأرضية قبل حوالي 12,000 سنة. وقد اقترح هذه النظرية تشارلز هابود في كتابه "قشرة الأرض المتحولة وفيه زعم أن أنتاركتيكا كانت قارة خضراء ومزدهرة، وأنها كانت موطناً لحضارة متقدمة، وأنها دُفِنَتْ تحت الجليد بعد أن انزلقت إلى الجنوب. واستند هابود إلى بعض الأدلة الجيولوجية والفلكية لدعم نظريته.
رواية أسطورية:
هذه النظرية تقول إن أطلانطس هي مجرد رواية أسطورية، وأنها مستوحاة من حدث تاريخي حقيقي، وهو فيضان البحر الأسود الذي حدث في سنة 5600 ق.م. والذي غمر بعض الحضارات التي كانت تعيش حول البحر الأسود، الذي كان بحيرة في ذلك الوقت. ويرى بعض المؤرخين أن أفلاطون استخدم هذه الرواية كوسيلة لإيصال رسائله الفلسفية والسياسية، وليس كتقرير تاريخي.
الحضارة المينوية هي أطلانطس:
هذه النظرية تقول إن أطلانطس هي الحضارة المينوية، التي كانت تعيش في جزيرتي تيرا وكريت في البحر المتوسط بين 1600 و 2500 ق.م. وهذه الحضارة كانت من أولى الحضارات في أوروبا، وكان لديها طرق وقصور ومعابد. ويرى بعض المؤرخين أن هذه الحضارة انهارت بسبب ثوران بركان على جزيرة تيرا، وأن هذا الثوران سبب فيضانات وزلازل غمرت جزءاً من كريت. ويرى بعض المؤرخين أن هذا الحدث هو مصدر إلهام أفلاطون لرواية قصة أطلانطس.
اختراع أفلاطون لأطلانطس:
هذه النظرية تقول إن أفلاطون اخترع قصة أطلانتس من عدم، وأنه لم يستمد أفكاره من أي حدث تاريخي أو حضارة حقيقية. ويرى بعض المؤرخين أن أفلاطون كان يستخدم قصة أطلانتس كمثال تخيلي لإظهار فكرته عن المدينة المثالية، التي تحكمها العدالة والحكمة، وكذلك لإظهار مخاطر التغول والفساد على المجتمعات.
النيازك هي المسئولة عن دمار مدينة أطلانطس :
من بين النظريات التي تحاول شرح سبب زوال مدينة أطلانطس، هناك نظرية تقول إن النيازك هي المسؤولة عن دمارها. هذه النظرية تعتمد على فرضية أن أطلانطس كانت قارة حقيقية في المحيط الأطلسي، وأنها تعرضت لضربة مدمرة من جرم سماوي قبل آلاف السنين. وقد ذكر بعض المؤلفين هذه النظرية في كتبهم عن الأحداث الخارقة والأساطير.
فمثلاً، يذكر الكاتب محمد العزب موسى في كتابه "النيازك في التاريخ الإنساني" ¹ أن أطلانطس قد دُمِرَتْ بسبب اصطدام جرم سماوي عملاق بها، وأن هذا الجرم كان مكوناً من قطعتين عملاقتين، هوت إحداهما في البحر وشكلت خندق "بورتريكو"، وأصابت الأخرى مواضع مختلفة من الأرض، منها مواضع حساسة في قشرة الأرض. وأضاف أن هذه الضربة أحدثت زلازل وبراكين وفيضانات غمرت أطلانطس بالكامل، ولم يبق منها سوى قمم بعض البراكين التي تشكل الآن جزر "الأزور".
وفي كتاب آخر بعنوان "أسطورة أطلانطس والنيازك" ، يروي الكاتب تشارلز بيرليتز قصة أطلانطس كما رواها أفلاطون في محاورتيه "تيماوس" و"كريتياس" ، ويربط بينها وبين نظرية اصطدام نيزك بالأرض. ويرى بيرليتز أن هذا النيزك كان يحمل اسم "فاتوم"، وأنه كان يدور حول المشتري قبل أن يخرج من مداره بسبب تأثير آخر جرم سماوي. وأشار إلى أن هذا الجرم اقترب من الأرض في عام 9600 ق.م.، وأثار رعب سكان أطلانطس، الذين رأوه كشعلة نارية في السماء. وقال إن هذا الجرم اصطدم بالأرض بقوة هائلة، وأحدث حفرة عملاقة في المحيط، وأثار موجات عاتية غطت أطلانطس بالكامل.
نظرية الانزلاق القاري :
هذه النظرية تقول إن أطلانطس كانت جزءاً من قارة أكبر تسمى بانغيا، والتي انشطرت إلى قارات أصغر بسبب حركة الصفائح التكتونية. ويرى بعض المؤيدين لهذه النظرية أن أطلانطس كانت تقع في منطقة تسمى الجسر الأطلسي، والتي تمتد من شمال غرب أفريقيا إلى شمال شرق أمريكا الجنوبية. ويعتقدون أن هذه المنطقة انزلقت إلى قاع المحيط بسبب زلازل وبراكين قوية
نظرية الكارثة العالمية :
هذه النظرية تقول إن أطلانطس تعرضت لكارثة عالمية ناجمة عن اصطدام نيزك أو كويكب بالأرض، وأن هذا الاصطدام سبب تغيرات مناخية شديدة، وانهيارات جليدية، وفيضانات عظيمة، وحرائق هائلة. ويرى بعض المؤيدين لهذه النظرية أن هذه الكارثة حدثت في نهاية عصر الجليد الأخير، حوالي 12000 سنة قبل الميلاد. ويستشهدون ببعض الأدلة الجيولوجية والأثرية والأسطورية لدعم نظريتهم
نظرية التشابه الثقافي :
هذه النظرية تقول إن أطلانطس لم تكن مدينة حقيقية، بل كانت مجازاً للتشابه الثقافي بين حضارات مختلفة في مناطق متباعدة من العالم. ويرى بعض المؤيدين لهذه النظرية أن أفلاطون استخدم قصة أطلانطس كوسيلة لإبراز التشابهات بين حضارات مثل مصر، واليونان، والفينيق، والمايا، وغيرها. ويرى بعض المؤيدين لهذه النظرية أن هذه التشابهات تدل على وجود تأثير مشترك أو تبادل معرفي بين هذه الحضارات في الماضي3
الخاتمة
في هذا المقال، تحدثنا عن أطلانطس، القارة الأسطورية التي ذكرها أفلاطون في محاورتين له، ووصفها بأنها كانت تقع في المحيط الأطلسي وتحكمت على العالم قبل أن تغرق بسبب زلزال عظيم. كما استعرضنا بعض النظريات التي حاولت تفسير وجودها أو اختفائها، والتي تراوحت بين العلمية والخيالية، وبعض دلائل وجود أطلانطس وأخيراً، أشرنا إلى أن أطلانطس لا تزال تثير فضول البشر وتلهمهم لإنتاج العديد من الأعمال الفنية والثقافية التي تستند إلى هذه الأسطورة.
إن أطلانطس هي مثال على قوة الخيال البشري، وعلى رغبتنا في استكشاف المجهول والغامض. فربما لا نعرف أبداً ما إذا كانت أطلانطس موجودة حقاً أم لا، لكننا نستطيع أن نستمتع بقصصها وأسرارها، ونتعلم منها دروساً عن تاريخنا وحضارتنا نهاية هذا المقال لا تعني نهاية رحلتنا معك، فهناك الكثير من المواضيع المثيرة والمفيدة التي ننتظر أن نشاركها معك في المستقبل. لذلك، تابعنا على المدونة ووسائل التواصل الاجتماعي، وانضم إلى مجتمعنا الرائع.