هل تتذكرون قضية وحش حولي؟ هل تعرفون من هو وماذا فعل؟ هل تعلمون كيف تم القبض عليه وما هو حكمه؟ إذا كنتم تريدون معرفة الإجابات على هذه الأسئلة، فتابعوا معنا هذا الموضوع الذي يروي لكم قصة وحش حولي، أحد أشهر المجرمين في تاريخ الكويت، الذي ارتكب جرائم بشعة ضد الأطفال الأبرياء، والذي أثار الرعب والغضب في نفوس المواطنين، والذي نال عقابه في نهاية المطاف.
ما هي قصة وحش حولي
في عام 2006، تعرض طفل كويتي يدعى محمد وعمره عشر سنوات لجريمة بشعة على يد وحش اسمه حولي حجاج السعدي. كان محمد في طريقه لشراء بعض الأشياء من الشارع عندما التقى برجل طلب منه المساعدة في الوصول إلى عنوان ما.
وافق محمد بحسن نية وذهب مع الرجل إلى العمارة التي أشار إليها. ولكن عندما وصلا إلى الأسانسير، أخرج الوحش سكينا وهدد محمد بالقتل إذا لم يتبعه إلى سطح العمارة. هناك، اغتصب الوحش محمد وأمره بالبقاء في السطح لمدة ساعة وعدم النزول خلفه أو سيقتله. بقي محمد في حالة رعب في السطح لساعة كاملة ثم هرب إلى منزله وأخبر أهله بكل ما حدث.
بعد الاعتداء على ابنهم محمد، خرج أهله في الشوارع بحثا عن الجاني الذي فر هاربا. ولكن كل جهودهم للعثور عليه في المنطقة والمناطق المجاورة باءت بالفشل. لم يكن هناك أي أثر لوحش حولي حجاج السعدي، أبلغ أهل محمد الشرطة في منطقة حولي عن الحادثة وأعطوها كل التفاصيل التي تذكرها محمد. ولكن الشرطة لم تستطع الوصول إلى الفاعل لأنه لم يكن هناك أي دليل واضح يمكنها من تحديد هويته أو مكانه.
لم تكن حادثة محمد الوحيدة التي ارتكبها وحش حولي حجاج السعدي. بعد أسابيع، تقدم أهل طفل آخر يبلغ من العمر ست سنوات ببلاغ للشرطة يفيد بأن ابنهم تعرض للاعتداء من قبل رجل استدرجه إلى عمارة قيد الإنشاء وهدده بسكين واغتصبه. وفي اليوم التالي، تلقت الشرطة بلاغا مشابها من أهل طفلة تبلغ سبع سنوات قالوا إن رجلا طلب من ابنتهم شيئا وعندما ذهبت معه هددها واعتدى عليها.
وكانت هذه الحوادث جزءا من سلسلة من الجرائم التي ارتكبها نفس الفاعل في منطقتي حولي والسالمية. وصل عدد البلاغات التي تقدم بها أهالي الضحايا إلى أكثر من 18 بلاغ في فترة قصيرة جدا. وكانت كل البلاغات تحمل نفس الأوصاف للجاني وطريقة عمله.
لم يكن كل ضحايا وحش حولي حجاج السعدي معروفين للشرطة. فهناك الكثير من الأطفال الذين خافوا من الكشف عن ما حدث لهم أو أهلهم الذين ترددوا في تقديم بلاغات وكانت الشرطة الكويتية تحاول جاهدة للإمساك بالجاني من خلال طلب تقارير من الطب الشرعي عن العينات التي جمعت من الأطفال أو ملابسهم وكانت المفاجأة أن كل العينات تشير إلى نفس الشخص.
وأصبح الموضوع حديث الشارع في الكويت وخاصة في منطقتي حولي والسالمية. وسمي الجاني بوحش حولي. وبدأ الأهالي يخافون على أطفالهم ويمنعونهم من الخروج إلى الشوارع. وانتشرت إشاعات متنوعة عن ظهور وحش حولي أو تهديدات به. وكانت حالة من الرعب تسود المجتمع.
وفي نفس الوقت، كانت أجهزة الأمن في الكويت تقوم بتحريات مكثفة للإيقاع بوحش حولي. واستعانوا برسام محترف ليرسم صورة للجاني بناء على المواصفات التي ذكرها الأطفال. وتبين أن وحش حولي رجل مصري ذو جسم رياضي وسنة مكسورة وقامت الشرطة بتوزيع صورة وحش حولي في كل أنحاء الكويت للمساعدة في التعرف عليه والقبض عليه.
لم يتوقف وحش حولي حجاج السعدي عن ارتكاب جرائمه بل استمر في البحث عن ضحايا جدد من الأطفال. وفي أحد الأيام، شاهد أخو محمد القضية الأولي خالص رجلا يشبه الصورة التي نشرتها الشرطة للجاني وهو يسير في الشارع مع طفل صغير يبكي فاقترب منه ليسأله عن الطفل فرد عليه حجاج السعدي بالعامية المصرية وقال إنه لا يوجد شيء فشك أخو محمد فيه واتهمه بأنه وحش حولي ففر الرجل من المكان واختفى.
ذهب أخو محمد إلى الشرطة وأخبرهم بما رأى وبعد ساعة، تلقت الشرطة بلاغا عن اعتداء على طفل في نفس المنطقة التي هرب فيها الرجل، وعندما عرضت الشرطة صورة الجاني على الطفل، تعرف عليه وقال إنه هو من اغتصبه وبعد شهر تقريبا، وصل بلاغ آخر للشرطة عن رجل مصري كان يعمل في ناد رياضي تم اتهامه بالتحرش بأحد الأطفال هناك وقال والد الطفل إنه ضرب الرجل لكنه تمكن من الهروب من النادي.
ذهبت الشرطة إلى النادي لتحقق من هوية الرجل فوجدت أن النادي قام بإنهاء عقده وطرده من العمل وطلبت الشرطة صورة للرجل لتكتشف أنه يطابق تماما صورة وحش حولي وأن اسمه حجاج السعدي مصري مقيم في الكويت منذ 2005 وأنه يسكن مع عمه في حولي.
عندما ذهبت الشرطة إلى منزل عمه لإلقاء القبض على حجاج، اكتشفت أنه قد جمع حقائبه وذهب إلى المطار ليلحق بأول رحلة إلى مصر اتصلت الشرطة بأمن المطار واستعلمت عن رحلات مصر، فعلمت أن هناك رحلة جارية التحضير للاقلاع. فسارعت إلى المطار وأوقفت اقلاع الطائرة ثم صعدت إلى الطائرة وبحثت عن حجاج ووجدت حجاج في مقعده وأخذته من هناك وأسفلت به إلى قسم الشرطة لإجراء التحقيقات معه
بعد القبض على وحش حولي حجاج السعدي، بدأت الشرطة في التحقيق معه والاستماع إلى اعترافاته. وتبين أن حجاج السعدي شخص مريض نفسيا ومنحط أخلاقيا ولا يمثل بلده مصر. قال حجاج السعدي إنه سافر إلى الكويت في 2005 وعمل في مجال الكهرباء ثم في ناد رياضي لكمال الأجسام وقال حجاج السعدي إنه لا يتذكر عدد ضحاياه من الأطفال وأنه حاول أن ينفي التهم الموجهة إليه أو يقلل منها. لكن تقرير الطب الشرعي كان دليل قاطع على أن كل العينات التي جمعت من الأطفال تنتمي إليه.
وقال حجاج السعدي إنه كان يستخدم قوته البدنية لإخضاع الأطفال وإرهابهم وهذا دليل على ضعفه وجبنه وقال حجاج السعدي إنه تعرض للاعتداء في طفولته وأن هذا جعله ينتقم من الأطفال وخلال فترة البحث عن وحش حولي، تم اتهام أكثر من 260 شخص بأنهم هو. لكن تم تبرئتهم جميعا لأن كل الأدلة والصور وتقرير الطب الشرعي تثبت أنهم بريئون.
وتم عرض وحش حولي حجاج السعدي على بعض من ضحاياه من الأطفال وكان كل الأطفال يتعرفون عليه ويؤكدون أنه هو من اغتصبهم، بعد التحقيق مع وحش حولي حجاج السعدي، تم إحالته إلى المحكمة التي أصدرت عليه حكما غير مسبوق في تاريخ الكويت. فقد حكمت عليه بالإعدام خمس مرات والسجن المؤبد ثلاث مرات. وهذا حكم لا يمكن أن تسمع عنه في حياتك.
وفي 2013، تم تنفيذ حكم الإعدام على حجاج السعدي في ساحة الإعدام وتم بثه مباشرة أمام أهالي الكويت وانتشرت حالة من الفرح والارتياح في شوارع الكويت بعد التخلص من وحش حولي وأعلنت الجالية المصرية في الكويت أنها لا تنتمي إليه وأنها تستنكر جرائمه ونحن كمصريين نقول أيضا أنه لا يمثلنا ولا يشرفنا.
ملخص القصة :
وحش حولي هو لقب أطلق على حجاج السعدي، مصري الجنسية، كان يعمل مدرباً لكمال الأجسام في أحد الأندية الرياضية في منطقة حولي، وكان يستغل ضخامة جسده وسلاحه الأبيض لخطف واغتصاب الأطفال في سن ما بين 6 إلى 11 سنة، دون تمييز بين الذكور والإناث.
وحش حولي ارتكب 18 جريمة اغتصاب في محافظتي حولي والفروانية خلال عام ونصف، بدءاً من عام 2006 وحتى تم ضبطه في عام 2007، بعد أن كشفته التحريات المكثفة والأدلة الجنائية والطبية، وبعد أن حاول الهرب إلى مصر من مطار الكويت.
وحش حولي اعترف بجرائمه أمام الشرطة والنيابة، وتم إحالته إلى محكمة الجنايات التي أصدرت حكماً بإعدامه في ست قضايا، وبالسجن المؤبد في ثلاث قضايا أخرى و تم تنفيذ حكم الإعدام به في عام 2013 في ساحة النجدة، بحضور ضباط الأمن وأهالي الضحايا.
قضية وحش حولي هي قضية استثنائية في تاريخ القضاء الكويتي، لما لها من تأثير نفسي واجتماعي على المجتمع، ولما تظهره من خطورة جرائم الاعتداء على الأطفال وضرورة حماية حقوقهم وسلامتهم من المختلين عقلياً أو جنس
الخاتمة
في هذا الموضوع، تعرفنا على قصة وحش حولي، الذي ارتكب جرائم فظيعة ضد الأطفال في الكويت، والذي تم القبض عليه بعد تحقيقات طويلة ومضنية، والذي تم إنزال أقصى العقوبات به، وهي الإعدام. قضية وحش حولي هي قضية مؤلمة ومروعة، تستدعي منا جميعاً
الحذر والانتباه لحماية أطفالنا من المفسدين والمرضى النفسيين، الذين يتربصون بهم في كل مكان. كما تستدعي منا التعاون مع الجهات الأمنية والقضائية في الإبلاغ عن أي شبهة أو جريمة تخص حقوق الأطفال وسلامتهم. فالأطفال هم أمانة في أعناقنا، وهم مستقبل وطننا، وهم زهور حياتنا. لنحافظ عليهم من كل سوء وشر