مرحبا بك يا صديقي كيف حالك اليوم اتمني ان تكون بخير، اليوم سوف نتكلم عن قصة السفاح مارتن براينت، العائلة أحد أهم الأشياء التي يمتلكها الإنسان، والتي يعتبرها ضرورية لحياته، حتى لو فقدتها. وفي حال فقد الإنسان عائلته وأصبح آخر فردٍ فيها، فإنه سيشعر بالحاجة للانتقام
إذا كان الجاني قد وقف أمامه. وهذا ينطبق بشكل خاص إذا كان الجاني لم يبدي أي اعتذار وكان يتسلط على الضحية. وعندما يفقد الإنسان عائلته، فإنه يفقد الرغبة في العيش، وقد يبقى الانتقام هو الهدف الوحيد الذي يبقى له. وإذا كان الشخص مريضًا نفسيًا، فقد ينتقم من المجتمع بأسره، وليس فقط من الجاني.
ومن أمثلة ذلك مجزرة ميناء آرثر في أستراليا، التي كانت أسوأ مجزرة حدثت هناك منذ استقلالها عن الاستعمار البريطاني. وكان السفاح مارتن براينت مرتكبًا لتلك المجزرة الفظيعة التي غيرت أستراليا بشكلٍ كامل. أريد منك الآن الجلوس في مكان هادي وان يكون معك مشروبك المفضل وهيا بنا نبدأ.
قصة السفاح مارتن براين
في السابع من مايو عام 1967، وُلد مارتن، الابن الأول لموريس وكارلين براينت، في مستشفى الملكة ألكسندرا في جزيرة تاسمانيا. ورغم فرحة الزوجين بولادة طفلهم، إلا أن الفرحة لم تدم طويلاً. ففي عمر الأربعة سنوات، لاحظت الأم كارلين بعض الألعاب الممزقة والمقطعة والمرمية على الأرض، مما أثار قلقها حيال مارتن.
وكان الطفل مارتن يتصرف بشكل غريب ويملك تصرفات مخيفة، حيث كان يقطع الأشجار ويعذب الحيوانات، وكان يتعرض للتنمر في المدرسة ويتورط في عدة قتالات. ولاحظ المعلمون أنه لا يملك أي مشاعر ويعيش في عالم منفصل عن الواقع، كما أنه يتحدث مع نفسه بشكل متكرر
ويضحك بدون سبب. فقامت المدرسة بطردة مما دفع الأهل لأخذة لطبيب نفسي وبعد تشخيصه بالعجز العقلي، وبعد سنة بنصيحة الطبيب الي الاهل عاد مارتن للمدرسة ووضع في صف تعليم الاحتياجات الخاصة نظرا لحالته، إلا أنه لم يستطع التكيف مع المدرسة وعاد لسلوكه السابق والتنمر على زملائه وضربهم بدون سبب.
وفي سن السادسة عشر، ترك مارتن المدرسة ولم يستطع القراءة أو الكتابة، وفحص الطبيب أظهر أنه يعاني من عجز عقلي وربما يعاني من شيزوفرينيا. ورغم ذلك، رفض والد مارتن تركه في دار رعاية حكومية واستمر في العناية به في المنزل، حيث كان يقضي وقته بمساعدته في الحديقة أو بقص العشب للجيران.
كان يمضي وقته في المنزل مع والديه. وعلى العكس من العديد من الآباء الذين يعاملون أطفالهم الذين يعانون من قصور عقلي بالعنف أو يرسلونهم إلى دور رعاية الحكومة، كان والد مارتن رجلاً فاضلاً ولم يضرب ابنه أو يرفع صوته عليه أبدًا. ولعل هذا الأسلوب الحنون هو الذي ساعد في تحسن حالة مارتن العقلية والنفسية تدريجيًا. وكانت الصحة النفسية لمارتن تتحسن بفضل قلب والده الطيب، وكانت هذه العلاقة القوية بين الأب والابن مشهودًا لدى الجيران.
وبالرغم من أن عادة العائلات في أستراليا وبقية دول الغرب تقوم بطرد أطفالهم من المنزل عند بلوغهم سن الثامنة عشرة للعيش بمفردهم والبحث عن فرص عمل، فإن والد مارتن لم يطرده أبدًا ولم يلزمه بالبحث عن عمل. وكان العمل الوحيد الذي قام مارتن به هو قص العشب للجيران مقابل أجر بسيط، وكان يشعر بالسعادة والتسلية عند القيام بهذا العمل. ولأنه لم يستطع العمل في وظيفة بدوام كامل، فإن هذا العمل كان الخيار الأمثل له.
ومن خلال عمله في قص حديقة المرأة الثرية هيلين هارفي التي تبلغ من العمر 54 عامًا، تطورت علاقة بين مارتن وهيلين ووالدتها البالغة من العمر 79 عامًا. وبعد وفاة والدتها، أصبحت هيلين تعامل مارتن كأحد أفراد عائلتها، وأصبح يطعم كلاب الحراسة والقطط ويسقي الزهور ويساعدها في المنزل. وكانت هيلين تغدق عليه بالمال وتأخذه معها للتسوق يوميًا، فكان الاثنان يتناولان الغداء في مطاعم فخمة ويتسوقان، وكانت هيلين تدفع عن كل شيء. وأحبت هيلين مارتن لأنه كان بسيطًا وشعرت أنه سيكون ضائعًا بدونها وبدون عائلته.
كتبت هيلين في مذكراتها جملة مخيفة عن مارتن، حيث طلبت من الرب أن يحميه من أي تقلبات في حياته، لأنها سمعت منه أنه يرغب بارتكاب مجزرة وقتل الناس. وأضافت أنه سيكون كارثة إذا غاب عن ناظري والديه. بعد ذلك، اشترت هيلين مزرعة كبيرة وأخذت مارتن معها ليعمل فيها، حيث كان يجلس
معها في الصباح ويحرس المزرعة في المساء. وعلى الرغم من خوف هيلين من إعطاء مارتن بندقية حقيقية بسبب تصريحه السابق، إلا أنها منحته بندقية هوائية. ولكن في واقعة مروعة، قام مارتن بإطلاق النار على مجموعة من السياح وأي كلب ينبح عليه، وقتل عدة حيوانات، مما جعل هيلين تأخذ البندقية منه.
في العام 1992، حدثت حادثة أليمة على الطريق السريع، أدت إلى وفاة هيلين وإصابة مارتن بشكل خطير. وقالت الشرطة إن مارتن هو المسؤول عن الحادث، ولكن لم يتم اعتقاله بسبب عدم وجود دليل دامغ. رغم ذلك، كتبت هيلين في وصيتها أن تُعطى لمارتن ما يعادل 363 ألف دولار أمريكي،
إضافة إلى عدة ممتلكات بينها جزء من المزرعة. ولكن بسبب حالة مارتن العقلية، تم نقل الوصاية لوالده، الذي أصبح ثرياً بفضل كرم هيلين. وبعد وفاة هيلين، حصل والد مارتن على فرصة لتحقيق حلمه بامتلاك فندق عائلي على شاطئ الجزيرة مع الثروة التي ورثها.
الصدمة والانتقام
في مدينتهم كان هناك الزوجان ديفيد ونيولين، واللذان قررا تدمير خطة موريس والد مارتن وحلم حياته. فبما أن موريس خطط لشراء شركة Seascape التي تعتبر الشركة الوحيدة التي تبيع أرضها على الشاطئ في جزيرة تسمانيا، فقد علم الزوجان بذلك وقررا شراء الشركة فوراً. وحينما أخبرهم موريس بأنها محجوزة، قرروا دفع ضعف الثمن الذي عرضه موريس لشرائها.
وبسبب هذا الفعل الغير أخلاقي، أصيب موريس بخيبة أمل كبيرة. فقد كان حلمه إنشاء مشروعه الخاص على الشاطئ، ولكن الآن أصبح الأمر مستحيلاً. ورغم أنه عرض على الزوجين أن يدفع لهم المال لشراء أرض خالية صغيرة لبدء مشروعه، إلا أنهما رفضا العرض ورفضا بيعهما أراضيهما بأي ثمن.
وبعد مفاوضات فاشلة عدة، عرف أن حلمه مات وأصيب باكتئاب حاد وأدمن الكحول وبعد عدة شهور انتحر موريس شنقاً، وترك وراءه ابنه مارتن في حالة صدمة وحزن عميق. بعد وفاة والده، مارتن اثر كثيرا علي مارتن وحزين حزن شديدٌ وأصيب بالإدمان على الكحول. ومن بعد ذلك، بدأ الزوجين ديفيد ونيولين
بالتصرف بشكلٍ سيءٍ تجاهه، حيث كانا يمران بالمزرعة الخاصة به يومياً وكأنهما غير نادمين على فعلتهما، وضعا الإعلانات حول فندقهما العائلي في المزرعة التي انتحر فيها والد مارتن، وخفضا الأسعار لتجذب المزيد من الزوار ليغضبوا مارتن. وعلى الرغم من أن موريس لم يؤذِهما سابقاً، إلا أنهما كانا مصرين على إيذائه بسبب ما فعلوه لوالده. لم يتحمل مارتن هذا السلوك السيء للزوجين وقرر الانتقام لوالده. وبعد ستة أشهر من الصبر، قام مارتن بالانتقام عن والده بطريقةٍ مروعة.
بداية المجزرة في ميناء ارثر
في ربيع أبريل من عام 1996، أقدم مارتن على حزم بندقية AR-15 شبه الأوتوماتيكية من عيار 223 و بندقية قنص حربية L1A1 في حقيبة رياضية، و أحضر عدة غالونات من الوقود. ثم قاد سيارته ووصل إلى الفندق الذي اشترته الزوجين ديفيد ونيولين بعد حوالي ساعتين. دخل الفندق وقتل الزوجين ديفيد ونيولين.
لاحظ الناس صوت إطلاق نار من الفندق ولكن لم يهتموا لأن هذه المنطقة سياحية وكثيرًا ما يتم صيد الأرانب فيها، لذلك فقد توقعوا أن إطلاق النار قد تم من أحد الصيادين. بعد ذلك، وصل زوجان الي الفندق ووجدا مارتن عند باب الفندق وظنوا أنه المالك، وطلبا منه استئجار غرفة. خاف مارتن من اكتشاف جثة الزوجين، فقال لهم إنه لا يوجد غرفة خالية وغادرا.
في البداية، لم يكن مارتن يريد قتل أي شخص بريء، ولكن خطته تغيرت بعدما علم أن الزوجين كانا يمتلكان حصة في مقهى يدعى Broad Arrow والذي يقع بالقرب من الفندق. وبدأت نزعته للقتل تنمو، فذهب بسيارته ودفع تكلفة الدخول لمنطقة تحتوي على آثار تاريخية وكان المقهى بجوارها. ودخل المنطقة وركن سيارته ونزل للمقهى ومعه حقيبة تحتوي على البندقية ومخازن الذخيرة.
كان جائعًا، فقرر تناول الطعام قبل أن يبدأ مجزرة ميناء آرثر، وطلب ساندويتشًا من المقهى وأكله في الخارج بسبب الزحام داخل المقهى. بعد انتهاء وجبته، عاد للمقهى وجلس على طاولة خالية وفتح حقيبته ليخرج بندقية AR-15 ويوجهها نحو ثلاثة أشخاص من ماليزيا جالسين بجواره، وقتلهم. ثم أطلق النار على رجل يدعى "ميك سارجنت" وحبيبته "إليزابيث" التي كانت بجانبه، وقتل إليزابيث على الفور.
كان هناك صانع نبيذ نيوزلندي في المقهى، وقد أتى لمساعدة العاملين في المقهى، واصطحب زوجته ووالدها وطفلهم البالغ من العمر 15 شهرًا. قام برينتون تارانت بإلقاء صحن على مارتن حتى يشتت انتباهه. وفي الوقت نفسه، قام والد زوجته بتثبيت ابنته وطفلها تحت الطاولة لحمايتهم. وبينما كان مارتن يهاجم مارتن، قام رجل بالصراخ عليه من الخلف ليحاول تهدئته، لكنه استدار وقتله.
بعد ذلك، بدأ مارتن بإطلاق النار على الجميع بشكل جنوني، حيث كان الزبائن منبطحين على الأرض، النساء يصرخن والأطفال يبكون، وكان يطلق النار عليهم واحداً تلو الآخر. وعندما وصل إلى آخر المقهى، حاول الخروج من تحت الطاولات، لكن مارتن انتبه إليهم وقتل الزوجان "مارفن" و"ماري" من خلال النافذة.
ثم ذهب ووقف عند باب المقهى ليمنع أي شخص من الهروب، وعندما وجد أن الجميع مرعوب ولن يفكروا بالهرب، بدأ يتقدم نحو قسم الهدايا والتذكارات. كانت هذه المجزرة واحدة من أسوأ الجرائم المرتكبة في تاريخ نيوزيلندا، ولا تزال تؤثر على المجتمع والحكومة في البلاد.
خلال تقدمه في المقهى، غيّر مارتن مخزن الذخيرة الخاص به، وفجأة هاجمه رجل يدعى "روبرت إليوت" وحاول سرقة سلاحه. وعلى الرغم من ذلك، استطاع مارتن إبعاده ووضع مخزنٍ جديدٍ، ثم أطلق عليه طلقة في الذراع والأخرى في الرأس، فسقط "إليوت" أرضاً مضرجاً بدمائه، لكنه لم يمت.
ربما تعتقد أن جميع هذه الأحداث الدرامية والمثيرة حدثت في غضون دقيقتين فقط؟ لكن الحقيقة هي أنها حدثت في غضون 15 ثانية فقط من الطلقة الأولى التي أطلقها مارتن. على الرغم من بطء عقله، إلا أنه كان سريعاً في تنفيذ أفعاله، حيث قتل 12 شخصاً وأصاب 10 آخرين في غضون هذه الفترة الزمنية القصيرة.
عندما بدأ الدم يسيل في المقهى، اختبأ الناس تحت الطاولات وخلف الأثاث في قسم الهدايا. وكان مارتن يقتل الناس بلا رحمة، حيث قتل "نيكول" و"إليزابيث" اللاتي كانتا يعملان في هذا القسم، وأصاب العديد من الزوار بجروح وإصابات. فر هذان الزوجان "بيتر" و"كارولين" عندما هاجمهم مارتن، وحاولوا الهروب عبر الباب الخلفي لقسم الهدايا، ولكنه كان مغلقاً. وعندما وجد مارتن الزوجين، قام بإطلاق النار عليهما، وقتل "بيتر" وأغمى على "كارولين" بسبب الرعب.
سمع مارتن حركةً في المقهى، فركض إلى الباب الخارجي ورأى رجلين يختبئان تحت طاولة، فأطلق النار عليهما وقتلهما. ثم عاد إلى قسم الهدايا ووجد صانع النبيذ هناك، حاول الصانع جذب انتباه مارتن عن زوجته وطفلهما الذين كانا يختبئان تحت الطاولة، ولكن مارتن لم يتركه وقتله بثلاث رصاصات، إحداها في الرأس. ثم تابع بمتجر الهدايا وقتل كل من كان في داخله، وكان آخرهم سائح آسيوي لم تستطع كاميرات المراقبة تحديد هويته. حيث وجه مارتن سلاحه نحوه إلا أن الذخيرة نفذت فما كان منه إلا أن هرع واختبأ تحت طاولة الحساب ووضع مخزناً جديداً.
عندما خرج مارتن من المقهى، كانت بين يديه دماء عشرين شخصا قتلهم وأصاب اثني عشر آخرين. وصل إلى موقف الحافلات السياحية حيث عثر على إحدى الحافلات مغلقة بإحكام، وكان الركاب يختبئون داخلها خائفين ومرعوبين من أصوات النيران.
حاول مارتن اقتحام الحافلة بعنف، لكنه فشل في فتح الأبواب المغلقة. وبينما كان يحاول الدخول، شاهد السائق الذي كان يختبئ مع الركاب، فقام بإطلاق النار عليه وجرحه، ولكن مارتن تمكن من الفرار. حاول السائقون الآخرون إخراج الركاب من الحافلات وإيصالهم إلى مكان آمن، ولكن مارتن بدأ في إطلاق النار عليهم وجرح رجل وامرأة فقط.
ثم ذهب مارتن إلى الحافلة التالية وأصاب امرأة تدعى جانيت بجروح خطيرة. فهربت جانيت من الحافلة وحاولت الهرب، لكنها تعرضت للجرح وسقطت أرضًا. قام مارتن بإطلاق النار عليها مرة أخرى باستخدام بندقية القنص الحربية، وأنهى حياتها. عندما وصل إلى الحافلة التي كانت تختبئ بها المرأة الجريحة، وجد زوجها "نيفيل" يحاول مساعدتها. ولكن حينما اقترب مارتن، هرب نيفيل، وبدأ مارتن في مطاردته حول الحافلات وإطلاق النار عليه. ولكن رصاصتين لم تصبه، وتمكن نيفيل من النجاة.
دخل نيفيل إلى إحدى الحافلات بغباء، معتقداً أن مارتن لم يلاحظه. ولكن دخل مارتن أيضاً الحافلة ووجد نيفيل مستلقياً على الأرض، مرهقاً ومتعباً. رفع مارتن بندقيته وقال له "لا أحد يهرب مني" ثم قام بإطلاق النار عليه، ولكن بسبب وزن البندقية الثقيل، لم يستطع إصابته في رأسه بل أصابه في رقبته.
بعد ذلك، خرج مارتن من الحافلة وذهب إلى سيارته، وقاد لمسافة 600 متر حتى وجد امرأة تدعى "ميكاك" مع ابنتيها "مادلين" البالغة من العمر ثلاث سنوات و"ألانا" البالغة من العمر ست سنوات. وعندما نزلت ميكاك من السيارة، كانت على وشك الدخول إلى المقهى
قبل أن يطلق مارتن النار بثوانٍ معدودة. وعند سماع صوت الإطلاق، هربت ميكاك مع ابنتيها، وبسبب شدة الرعب، لم تركب السيارة بل ركضت مسافة 600 متر. وعندما رأت سيارة مارتن قادمة من المقهى، ظنت أنه يريد مساعدتها، وتوقفت وبدأت تلوح له. عندما نزل مارتن من السيارة، كان بصحبته بندقيته
وأمر المرأة بأن تجثو على ركبتيها. لم تكن المرأة غافلة عن مصيرها المحتوم، فجثت على الأرض وفي الحال، قام مارتن بإطلاق النار على وجهها مما أدى إلى قتلها. بعد ذلك، نظر إلى الطفلتين اللتين كانتا تبكيان على أمهما، وقام بإطلاق النار عليهما مما أدى إلى موتهما أيضا.
بعدما ركب مارتن سيارته واستمر في القيادة، لاحظ سيارة BMW مطلية بالذهب تملكها عائلة Salazman الثرية تحمل أربعة أفراد بمن فيهم السائق الخاص. توقف عندهم وخرج من سيارته ليبدأ بالحديث معهم. ولكن، عندما عرفت العائلة أنه ينوي قتلهم، خرج السائق وحاول مهاجمة مارتن. فقام الأخير بقتله بسرعة وفعالية، ثم أجهز على الأفراد الثلاثة من العائلة وأخرج جثثهم ونقل أسلحتهم وعلب البنزين لسيارتهم واستولى عليها. كما أطلق النار على سيارة أخرى في الطريق.
بعد ذلك، عاد إلى فندق Seascape حيث وجد سيارة تويوتا على الطريق. قام بتخطيها ثم توقف أمامها وخرج من السيارة مع بندقيته. كان بداخل السيارة "غلين" وحبيبته "زوي". خرج "غلين" من السيارة ورفع يديه، لكن مارتن قتله بسرعة ورماه في صندوق السيارة التي سرقها من عائلة Salazman. وأثناء ذلك، حاولت "زوي" الهروب من مكانها بجوار حبيبها ولكنها قتلت بثلاث رصاصات.
عندما وصل إلى فندق Seascape، أخرج "غلين" من صندوق السيارة وقام بربطه على درج العلية ثم صب غالونات البنزين في كل مكان في الفندق وقتل "غلين" ثم أشعل النار وهرب بعد إطلاق النار على كل السيارات التي مرت من طريقه وجرح بعضهم.
القبض علي السفاح مارتن براين
انتهت المجزرة التي نفذها مارتن بعد أن تم إطفاء الحريق، وعثر رجال الشرطة على جثة غلين عند سلم الطابق الثاني، بالإضافة إلى جثتي ديفيد ونيولين صاحبي الفندق. وعندما راجعوا كاميرات المراقبة بالمقهى وتحدثوا مع الشهود، تم التعرف على هوية المجرم.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا، حيث تم العثور على مارتن واعتقاله بعد أقل من 24 ساعة من ارتكابه لمجزرة ميناء آرثر. ولم يقاوم الاعتقال بل ذهب مع رجال الشرطة بكل بساطة، وتم إرساله للتحقيق في اليوم التالي، وهو 29 أبريل. راح ضحية مجزرة ميناء آرثر 35 شخصًا، بينهم 31 من كبار السن و4 أطفال، أصغرهم كانت مادلين ذات الثلاث سنوات، الذي قتل مارتن والدتها وشقيقتها ثم أجهز عليها.
بعد مجزرة ميناء آرثر الرهيبة، أصيب الكثير من الأشخاص بإعاقات دائمة، ومن بينهم نيفيل الذي أصيب بشلل رباعي في الرقبة بسبب الطلقة التي أطلقها مارتن. تم إرسال مارتن إلى المشفى بعدما لاحظ المحقق تصرفاته، واكتشف الأطباء أن لديه تاريخًا حافلًا بالأمراض وأنه يمتلك درجة ذكاء تبلغ 66 درجة، أي أعلى من مستوى التخلف العقلي بـ16 درجة.
أرسل الأطباء النفسيون تقريرهم إلى المحكمة، وأكدوا أن مارتن مريض نفسي وبطيء الفهم، ولكنه واعٍ تمامًا بما يفعله. خلال فترة محاكمته، لم يظهر مارتن أي ندم على فعلته، بل كان يطرح نفس السؤال على الحراس مرارًا وتكرارًا ويفخر بما فعله. على الرغم من ذلك، منع القاضي الراديو والجرائد من الوصول إلى زنزانته وهدد الحراس بالعقاب إذا كشفوا عن عدد الضحايا.
لم تستطع الحكومة الأسترالية إعدام مارتن بسبب وضعه الصحي، ولذلك حكم عليه بالسجن لمدة 1652 سنة بدون إطلاق سراح مشروط، بتهمة القتل العمد لـ35 شخصًا ومحاولة قتل 23 آخرين وتخريب الممتلكات، بينهم أربعة أطفال. والآن، بعد 27 عامًا، يقضي مارتن بقية حياته خلف القضبان، إذ أصبح بدينًا وغاضبًا، ولكنه لا يزال فخورًا بفعلته دون أي ندم، على الرغم من تخطيه سن الخمسين.
وبعد المجزرة، قامت الحكومة الأسترالية بتعديل قوانين الأسلحة بشكل كامل لمنع حدوث مثل هذه الحوادث مستقبلًا، كما قام الأستراليون بتسليم أسلحتهم طوعًا للحكومة، وأصبح امتلاك الأسلحة أمرًا شبه مستحيل في أستراليا. تم تصنيف هذه المجزرة كأسوأ مجزرة في تاريخ أستراليا.
الخاتمة
تمت مجزرة ميناء آرثر في أستراليا في عام 1996، والتي كانت واحدة من أسوأ المجازر التي شهدتها البلاد. حيث قام مسلح يُدعى السفاح مارتن براين بإطلاق النار على العديد من الناس في الميناء، مما أسفر عن مقتل 35 شخصًا وإصابة العشرات بجروح خطيرة. وتعد هذه المجزرة واحدة من الأحداث التي أدت إلى تغييرات جذرية في قوانين الأسلحة في أستراليا.
وتمكنت الحكومة الأسترالية من إحداث تغييرات كبيرة في قوانين الأسلحة، بما في ذلك حظر بيع الأسلحة النارية وتطبيق تراخيص صارمة لحمل الأسلحة. وقد أثبتت هذه الإجراءات نجاحها في الحد من مستويات الجريمة والعنف في البلاد، وأصبحت أستراليا واحدة من الدول الأكثر أمانًا في العالم.